شهد عالم سباقات الدراجات النارية إحدى أكبر الهزات الأخيرة مع انسحاب ريبسول (Repsol) من فئة الموتوGP، بعد شراكة تاريخية وناجحة مع هوندا. والآن، ومما أثار دهشة الكثيرين، تعلن شركة النفط العملاقة عودتها إلى حلبات العجلتين، ولكن مع تحول مثير للاهتمام: حيث سيكون التركيز على الفئات القاعدية، Moto2 وMoto3، ودون الارتباط الأيقوني مع الفريق الياباني.
نهاية حقبة وبداية أخرى
لعقود من الزمان، لم تكن ريبسول مجرد راعٍ؛ بل كانت مرادفة لفريق هوندا المصنعي في الفئة العليا، الموتوGP. أصبحت أطقمها البرتقالية والبيضاء والحمراء معروفة على الفور، واحتفلت بالألقاب واللحظات التي لا تُنسى، خاصة مع أساطير مثل ميك دوهان، وفالنتينو روسي، ومارك ماركيز. ترك خبر رحيلها في بداية هذا العام فراغاً، يضاهي في عالم السيارات انسحاب ريد بُل (Red Bull) من الفورمولا 1 – وهي ضربة كبيرة للرياضة، وخاصة لإرث هوندا.
مع غياب ريبسول، تحركت هوندا بسرعة، وجلبت كاسترول (Castrol) كراعٍ رئيسي جديد لها. وفي غضون ذلك، ظلت ريبسول صامتة، مما دفع الكثيرين إلى الاعتقاد بأن وقتها في سباقات الدراجات النارية قد انتهى. ومع ذلك، تبين أن هذا التصور كان خاطئًا، فبعد أقل من عام على إنهاء شراكتها مع هوندا، عادت ريبسول إلى الرياضة.
العودة المفاجئة: التركيز على الفئات القاعدية
الخبر الكبير، الذي أعلنت عنه دورنا (منظمة الموتوGP)، هو أنه اعتبارًا من عام 2026، ستصبح ريبسول المورد الرسمي لزيوت التشحيم لفئتي Moto2 وMoto3. جاء هذا التغيير بعد اتفاق لإنهاء العقد مع الشريك السابق، ليكوي مولي (Liqui Moly)، قبل الموعد المحدد. لم يتم الكشف بعد عن السبب الدقيق للانفصال عن ليكوي مولي.
هذه الخطوة الاستراتيجية من ريبسول، التي تركز على الفئات المتوسطة والخفيفة، تثير بعض التساؤلات. من الطبيعي أن نتساءل عما إذا كانت الشركة ترى في ذلك منصة انطلاق لعودة مستقبلية إلى الفئة الرئيسية، الموتوGP. من منظور استراتيجي، قد يبدو رعاية الفئات القاعدية “خطوة إلى الوراء” للبعض، خاصة بالنظر إلى التكلفة والظهور الإعلامي. ومع ذلك، فإن كونها المورد الحصري لزيوت التشحيم لفئتين كاملتين قد يكون استثمارًا كبيرًا في البحث والتطوير، بالإضافة إلى ضمان وجود واسع ومستمر في حظائر السباق، كما هو الحال في جوانب صيانة المحرك. إن التعرض للمواهب الشابة وتطوير المنتجات لهذه الآلات عالية الأداء لا يقدر بثمن بلا شك.
تاريخ ريبسول في سباقات الدراجات النارية غني. كانت الشراكة مع هوندا، التي استمرت لعقود، هي الأطول والأكثر نجاحًا في تاريخ البطولة، وفقدت بعض بريقها فقط مع رحيل مارك ماركيز إلى فريق جيسيني (Gresini). والآن، بدون هوندا، وبصفتها المورد العالمي للفئات التكوينية، تكتب ريبسول فصلاً جديدًا. إنها نقطة محورية لاختيار مواد التشحيم وتطوير سائقي المستقبل.
التوقعات عالية لرؤية كيف ستتطور هذه المرحلة الجديدة. مع استحواذ ليبرتي ميديا (Liberty Media) على الموتوGP، فإن مستقبل رياضة المحركات في تطور مستمر، ووجود علامات تجارية مرموقة مثل ريبسول هو دائمًا علامة جيدة. لن يكون من المفاجئ أن نرى ريبسول تعود إلى الفئة العليا عاجلاً أم آجلاً، ربما من خلال استكشاف تقنيات جديدة تنبثق من الحلبات وتنتشر على نطاق واسع.
هذه العودة هي أخبار ممتازة لعشاق سباقات الدراجات النارية وللمشهد التنافسي بشكل عام، الذي يستفيد من خبرة واستثمارات الشركات الكبرى. تستمر ديناميكيات الرياضة في التطور، مع دخول لاعبين وتقنيات جديدة، مثل تطوير ابتكارات السيارات، مما يوضح أن مسرح الإثارة الكبرى جاهز دائمًا.
Author: Fabio Isidoro
مؤسس ورئيس تحرير قناة كارو، يُكرّس نفسه لاستكشاف عالم السيارات بعمق وشغف. شغوف بالسيارات والتكنولوجيا، يُنتج محتوى تقنيًا وتحليلات معمقة للسيارات الوطنية والدولية، جامعًا بين المعلومات عالية الجودة والنظرة الناقدة للجمهور.